الرئيسية :نافذتك إلى مستقبل التكنولوجيا

كائن حي فريد يقاوم الأشعة فوق البنفسجية القاتلة

كشفت دراسة حديثة أن نوعًا من الأشنة الصحراوية يمكنه النجاة من جرعات مميتة من الأشعة فوق البنفسجية-C، مما يثير احتمالية وجود حياة على كواكب تفتقر لطبقة الأوزون مثل المريخ.

آخر تحديث

في اكتشاف قد يغير فهمنا لقدرة الحياة على البقاء في الظروف القاسية، أظهرت دراسة جديدة أن نوعًا من الأشنة يمتلك مقاومة مذهلة للأشعة فوق البنفسجية-C، وهي أشعة قاتلة لمعظم أشكال الحياة المعروفة.

تُعتبر الأشعة فوق البنفسجية-C (UV-C) أقصر موجات الإشعاع الشمسي وأكثرها ضررًا بالخلايا الحية. تقوم طبقة الأوزون في غلاف الأرض الجوي بحجب هذا النوع من الأشعة بالكامل، ولهذا السبب تُستخدم في المستشفيات كوسيلة تعقيم أساسية لقدرتها الفائقة على القضاء على الكائنات الدقيقة. ولطالما اعتقد العلماء أن وجود الحياة على كواكب تفتقر لطبقة الأوزون، مثل المريخ أو الكواكب الخارجية البعيدة، أمر مستبعد بسبب هذا الإشعاع المميت.

لكن بحثًا نُشر هذا الشهر في مجلة "Astrobiology" العلمية يشير إلى أن أحد أنواع الأشنة القوية، وهو كائن هجين يتكون من الطحالب والفطريات، قد تغلب على خطر هذه الأشعة. النوع المحدد هو "Clavascidium lacinulatum"، وهو من الأنواع الشائعة في الصحراء.

في المختبر، قام طالب الدراسات العليا تيجيندر سينغ بإخضاع عينة من هذه الأشنة لاختبارات قاسية. أولاً، قام بتجفيفها بالكامل لمنع أي نمو قد يخفي الضرر الناتج عن الأشعة. بعد ذلك، وضعها تحت مصباح للأشعة فوق البنفسجية-C على بعد سنتيمترات قليلة وسلط عليها إشعاعًا مكثفًا. والمفاجأة كانت أن الأشنة لم تتأثر وبدت بحالة جيدة تمامًا.

يشير هذا الصمود المذهل إلى أن هذا الكائن يمتلك ما يشبه "واقيًا شمسيًا مدمجًا"، على الرغم من أنه لم يتعرض لهذه الأشعة قط طوال تاريخه التطوري الطويل. يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام احتمالات جديدة لوجود حياة قادرة على التكيف والبقاء على عوالم أخرى ذات بيئات إشعاعية قاسية.